( القاضي
إياس )
هو بحث بقلم الشيخ/
أحمد بن مبارك الحارثي . كاتب عدل في كتابة عرعر
. نشر في مجلة العدل التابعة لوزارة العدل في المملكة العربية السعودية في العدد
الثالث في رجب عام 1420 هـ .
" اسمه: إياس بن معاوية بن قرة بن إياس
ولد: سنة ٤٦ هـ
ونشأ: في بيت والده
الذي هو من كبار التابعين
وجده الصحابي قرة بن إياس "
" مشايخه وتلاميذه:
وفد تتلمذ إياس على أئمة كبار من أبرزهم:
١- أنس بن مالك.
٢- سعيد بن المسيب.
٣- الحسن البصري.
٤- سعيد بن جبير.
٥- نافع. "
" وأما تلاميذه:
١- خالد الحذاء مهران.
٢- شعبة ابن الحجاج بن الورد،
الإمام الحافظ.
٣- حماد بن سلامة. "
" نجابته وذكاؤه:
وظهر ذلك أكثر في شبابه، حيث تحاكم إياس ـ وهو صبي
شاب ـ وشيخ إلى قاضي عبد الملك بن
مروان بدمشق..
فقال له القاضي: إنه شيخ وأنت شاب فلا تساوه في الكلام،
فقال إياس: إن كان كبيراً فالحق أكبر منه..
فقال له
القاضي: اسكت .
فقال: ومن يتكلم بحجتي إذا سكت ؟
فقال له القاضي: ما أحسبك تنطق بحق في مجلسي هذا حتى تقوم،
فقال إياس: أشهد أن لا إله إلا الله
فقال القاضي: ما أنك إلا ظالما له .
فقال ما
على ظن القاضي خرجت من منزلي،
فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره فقال:
اقض حاجته وأخرجه الساعة من دمشق لا يفسد على الناس. "
" من أن لاحظوا عليه سرعة أقضيته
قالوا له:
إنك تعجل بالقضاء، فقال للقائل:
كم لكفك من أصابع؟
فقال: خمسة،
فقال له: عجلت في الجواب،
فقال: لم يعجل من استيقن علماً
فقال له
إياس: هذا جوابي.
"
" نماذج من القضية:
قال المدائني: وأودع رجل رجلا كيسا فيه دنانير، فغاب خمس عشرة سنة ثم
رجع وقد فتق المودع الكيس من أسفله، فأخذ ما فيه وجعل مكانه دراهم والخاتم على حاله،
فنازعه فقال: إياس من كم أودعته؟
قال: من خمس عشرة سنة،
فقال: المودع صدق، فأخرج الدراهم، فوجد فيها ما ضرب منذ عشر سنين وخمس سنين
فقال المودع: أقررت أنه أودعك منه خمس عشرة سنة، وهذا ضرب أحدث مما
ذكرت فأقره بوديعته ودفعها إليه. "
" قال أشعث: جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد، إن إياساً رد شهادتي فأنطلق الحسن معه
فلقي إياساً،
فقال: ما حملك على أن رددت شهادة هذا؟
أما بلغك أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال: من استقبل
قبلتنا وأكل ذبيحتنا
فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله.
فقال له
الآخر: أيها الشيخ إن
الله يقول: (ممن ترضون من
الشهداء) (البقرة: ٢٨٢)
وإن صاحبك ليس ممن يرضى من الشهداء.
"
" ومع ما وصل إليه القاضي إياس -
رحمه الله - من الذكاء والدهاء وسرعة البديهة وإفحام الخصوم والعلم
إلا أنه يبقى بشرا ليس معصوما من الخطأ فقد يفحمه خصمه، وقد يجتهد في بعض الأحكام
ويخطئ فيها،
ومن ذلك ما أورده ابن خلكان:
قال: شهد عنده رجل في بستان
فقال له: كم عدد أشجاره؟
فقال له: كم عدد جذوع هذا المجلس الذي أنت فيه من مدة سنين؟ فقلت: لا أدري و أقررت شهادته. "
" ومن حكمه وأقواله:
وكان يقول: لست بخب و الخب لا يخدعني.
وكان يقول:
لابد للناس من ثلاثة، لابد لهم ممن يؤمن سلبهم
ويختار لحكمهم حتى يعتدل الحكم فيهم، ويقيم لهم الثغور التي بينهم وبين عدوهم،
فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما سوى ذلك أثرة السلطان وكل ما يكرهون. "
" وقال له رجل: علمني القضاء
فقال: فهم لا يتعلم ولكن قلت: علمني العلم لكان أحسن. "
" وفاته:
قال - رحمه الله - رأيت في المنام
كأني وأبي على فرسين معا فلم اسبقه ولم يسبقني وعاش أبي ستا وسبعين سنة وها أنا فيها
فلما كان آخر لياليه
قال: الليلة استكملت عمري ونام فأصبح ميتا رحمه الله تعالى. "
للاطلاع على البحث كاملا اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق